الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

سيـمفونيـة فـي حضـرة غائــب



موسيقى الذكريات يرافقها صوتُ مولداتِ الكهرباء
يُصنعُ منهما سيمفونيةَ باكيةَ على أطرافِ كرسيٍ شققتهُ آلامُ الذكريات
تجلسُ عليهِ وحيدةٌ بأذنينِ..عينينِ وفم واحد يبتسمُ بين فينةٍ وأخرى
يصطحبُ فيها صور ُعشقٍ وكلمات عاشقٍ حاضرٌ غائب

في حضرةِ الغائب تمتنع الدقائق عن الانقضاءِ في عقاربِ ساعةٍ أبلَتها وُحوشُ الاشتياق
هي الجائعة لعشيقِهَا المُترامي بين عِشقهِ والخِذلَان
تراهُ ليلةً بعدَ أخرى في ظلمةِ الأحلامِ المُدقِعة الحُزن
إحساسُ كسرةٍ يقتلعُ صمتَ نومِها فيُضنيها
 يَغرُسُ توبةَ عن صباحاتٍ باتَ الترقبُ فارسٌ يُوقِظُها فَيُبكِيها
رائحةُ الوَقودِ لم تعُد تُضايقُها
ضوضاءُ سمرِ جار ٍ يلجأ الرفاق لبيتِه ينشدونَ السهر لا تُؤرِقُهَا
صوتُ عقارب الساعةِ فقط يُرهقها
تدقُ كثيراً..وصوتُ الدقاتِ  يُوجِعُها

في لهفةِ صائمٍ لصوتِ أذانٍ قَريب تُنَاظِرُها وتُخفيهَا
لكنّ الدقائقَ تأبَى الوصولَ لساعةِ صفرٍ بذاكَ الغَائِب تجمعُها فتُشقيها

في حضرةِ الغائبِ يقتحمُ العطشُ قلبَها
ينفِيها لأزمنةٍ  تلاقَت بها الأمواجُ بالمطرِ على كَتفيهِما
تمسحُ ماؤُهما شهب ابتساماتٍ سقطَت على ثغرٍ كليهما
فلم تنطفِئ..

في حضرةِ الغائبِ رَحلَت الأمواجُ مفارقة أمطار صيفٍ وشتاء
متناسية..متباعدة ..متلاطمة..متجافية..مستذكرة..
متناسية قلبٌ خَاشع.. متمزق على سيمفونيةٍ في حضرةِ غَائب.

4 التعليقات:

في حضرية الغياب يقبل االضباب ... يقبل الفجر فينا و ينتشي بين العباد .... تتراقص الهموم و تهذي رياح السموم بين ضلوعي و أصاحب حروووف المجووون
في الغياب صمت التأويل و ثرثرة التنجيم و عصف الحنين ... دموع لا تاتي ترحل ... و يهيم الحرف على مقعد الانتظار نحيلا شاحبا تغويه نسائم الرحيل لتصبح الرواية فارغة بيضاء بكرا ... فتنوح السطور و يكبر صوت العويل

إرسال تعليق