الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

سيـمفونيـة فـي حضـرة غائــب



موسيقى الذكريات يرافقها صوتُ مولداتِ الكهرباء
يُصنعُ منهما سيمفونيةَ باكيةَ على أطرافِ كرسيٍ شققتهُ آلامُ الذكريات
تجلسُ عليهِ وحيدةٌ بأذنينِ..عينينِ وفم واحد يبتسمُ بين فينةٍ وأخرى
يصطحبُ فيها صور ُعشقٍ وكلمات عاشقٍ حاضرٌ غائب

في حضرةِ الغائب تمتنع الدقائق عن الانقضاءِ في عقاربِ ساعةٍ أبلَتها وُحوشُ الاشتياق
هي الجائعة لعشيقِهَا المُترامي بين عِشقهِ والخِذلَان
تراهُ ليلةً بعدَ أخرى في ظلمةِ الأحلامِ المُدقِعة الحُزن
إحساسُ كسرةٍ يقتلعُ صمتَ نومِها فيُضنيها
 يَغرُسُ توبةَ عن صباحاتٍ باتَ الترقبُ فارسٌ يُوقِظُها فَيُبكِيها
رائحةُ الوَقودِ لم تعُد تُضايقُها
ضوضاءُ سمرِ جار ٍ يلجأ الرفاق لبيتِه ينشدونَ السهر لا تُؤرِقُهَا
صوتُ عقارب الساعةِ فقط يُرهقها
تدقُ كثيراً..وصوتُ الدقاتِ  يُوجِعُها

في لهفةِ صائمٍ لصوتِ أذانٍ قَريب تُنَاظِرُها وتُخفيهَا
لكنّ الدقائقَ تأبَى الوصولَ لساعةِ صفرٍ بذاكَ الغَائِب تجمعُها فتُشقيها

في حضرةِ الغائبِ يقتحمُ العطشُ قلبَها
ينفِيها لأزمنةٍ  تلاقَت بها الأمواجُ بالمطرِ على كَتفيهِما
تمسحُ ماؤُهما شهب ابتساماتٍ سقطَت على ثغرٍ كليهما
فلم تنطفِئ..

في حضرةِ الغائبِ رَحلَت الأمواجُ مفارقة أمطار صيفٍ وشتاء
متناسية..متباعدة ..متلاطمة..متجافية..مستذكرة..
متناسية قلبٌ خَاشع.. متمزق على سيمفونيةٍ في حضرةِ غَائب.

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

قُـــبلـة...


يا واهِـبَ الّروحِ لـونَ الأُقحُوَان.. هِـيّ قُــبلَة..
 قُـبلَةٌ هَـبنِي رَحِيـقُها كـيّ أُمـسيّ أمـيرةٌ لـفارسٍ..بِـقُبلة..
قُـبلةٌ وحـيدةٌ تَـحملُ فـي مَـلمسِهَا الـكَوّن..
ارتَـشفنِي يا قَـدري مـساءً..
واتُـركـ بَعضاً مِـنّي لصباحِكَـ المُتخاذِل عـلى فـراشِ قُـبلَة..
ورديـةٌ دافِـئةٌ بـارِدة..
 تحتَمِلُ الـسقُوطَ على وجـنَتيّ..
يـديَّ..
تَصبُو شَـفَتَيّ..
قُــبلةٌ وحـيدة..ٌ
 مسافرةٌ..
 مبحرةٌ..
فلتُرسِها حـيثُ شِـئت..
فـلن أُجـادِلكـَ الـيومَ.. فِـي قُــبلَة..

السبت، 26 نوفمبر 2011

حبٌ استـحقَ أن يـُدفَـن..



يُـوارى كِـليـنا ثـراهُ وحِيـداً بَاحِـثاً نِصفُنا عَن الآخَـر..
ننـتـَـظر..
نحتـَـضر..
نتحَــلل..
فَتشـبعُ الـدِيدَانُ حُـباً..
حبٌ استـحقَ أن يـُدفَـن..
يَرفعُ يـداً يُحِيـطُ بـها تـُراب..
ركـامُ مشـاعِر..
رَحَـلَ على سجيـَتِه ذاتَ لـيلَةٍ..
فكـانَ ذاكـَ الـفِراقُ الأهـوَج..
ارتطمَت شَفتَـاها بِحَائِطِ النسيـَان..
فكـانَ لهـا ذاتَ الفِـراق..
ذاتَ الألَـم..
الـخِذلان..
خَـطَّا سَطراً أخيـراً فـي روَاية لـم تُكتب أبـدا..ً
أحداثُها لم تكُن..
 ولن تكُونَ يـومَاً..

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

ـ.."هــــذا أنــا"..


هكذا خُلقتُ..
مُصادفةً..قدراً..
لكنني خُلُقت..هكذا
فالمُصادفات في رأيي ليست سوى قَدر
خُلُقتُ ..كما أنا
أنثى..هكذا كتبوا في شهادة ميلادي
أنثى..!
نعم..نعم..أنثى
لم يتكهنوا بشكلي كيف يكون
بطبعي
بفكري
هل تحبني أمي!..لم يكونوا يعرفوا
وهل تكره أبناءها أُمٌ
هل يرعاني والدي؟
هل أطيعهم؟
هل سأنجح؟
هل أكون سعيدة أم بائسة؟
هل وهل وألفُ هل!!
لكنني كنت أنا
كما أنا الآن
إن فعلت أو لم أفعل
أقبل ذاتي كما هي
وأحبها..لتحبني
وفي النهاية
ـ.."هذا أنـا"..

الخميس، 10 نوفمبر 2011

فـي إصـبعيّكـَ عمــري.."أبا عمّـار"



بهذين الإصبعين سيدي..قُدت أمة
من قال رحلت..!
وأنت في القلب
نراكَ في اجتماعنا
في تفرقنا
نشعُرك في الشتات
نبكيك
نسهرُك
نتذكرُك
بهذين الإصبعين سيدي..
كتبتَ تاريخاً
محوتَ مستقبلاً
غادرتَ حاضراً أحمقاَ..
أحمقٌ حاضرُنا بدونك سيدي..
فأنت سيدي
سيد الرجولة
الأبوة
الطفولة
سيدُ الحرية
"في إصبعيك عمري"
وعمر الوطنية
سَلمَت يمينُكَ يا سيدي الذي لم يَغب
ولن يَغب
فلتحيّا بخاطري
فلتُؤرقني
حتى نَحيبي لا يكفيك
فحين قررتَ رحيلي..لم تُعلمني كيف أُخَلّدُك
فتسكُنّي..

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

أيّهـا الشتَــاء..فلترحل هذا العام...



رائحتُكـَ هذا العامَ تُؤلمُ حَواسي
تُبكيني
تُؤرقُني
تَنفيني إليه
للالتصاق به تَحتُك
نَستنشقُكَ سويّاً
تُغرقنا فلا نَبتل
ونُبللُكـ
ارّحَل عني أيُّها الشتَاء
ارّحَل هذا العامَ فقط
وعُد ألفَ عام
كيف أُلغيكَـ من فُصولي؟
كيفَ أستبدلُك بصيف يقهرُ الجميعَ ويستثَنيني؟
كيفَ أتخلصُ من قطراتكَ المفجوعة في جفوني؟
وكيفَ أستعيدُك مرةً أخرى حينَ يعُود
هل قلتُ يعُود؟!
أحقاً يفعَل!
وان فعَل ..أقبَل؟
لا ..لن أفعَل
فلازلتُ أنفضُ وحلَّه عني
وَحلٌ تعلقَ بخُطواتي ذاكَـ الشتاءُ العاتي
شتاءٌ مُبلل بكـ
وشتاءٌ الآنَ يُبللُكَـ..وحدكـ
تسيرُ هناكَ وحدكـ
تلتصقَ بذاتَكـ
تندُمُ وحدكـ
ترحلُ وحدكـ
وتعود هنا مجدداً لتدفأَ "وحدكـ"
أما أنا ..فأعتذرُ منكـ
سأحتفظُ بشتَائي الخالي من نحيبكـ
وانتظرهُ كلّ عام يُبللني بعبَراتُكـُ

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

أيــن ملابــس العيــد..؟!!




صوت حزين خلفي ينادي والعبرات تخنقه
"أمانة تشتري مني الله يخليكي ..الله  ينجحك  يارب ويرزقك"
أدرت ظهري ببطء ونظرت..فكانت الصدمة مما وقعت عليه عيناي
يا للأسف الممزوج بالدهشة !
 طفل بريء ملائكي الوجه شاحب الملامح تبرز من بين عينيه العسليتين أعراض إعياء وتعب شديدين
يا لقسوة الدهر على تلك العينان البريئتان!
حوّلته من طفل هانئ في أحضان والدته إلي أب يركض خلف صدقات الناس
ينعتونه بالمتسول
دنوت منه وابتعت القليل..فعادت الابتسامة تداعب شفتيه الجافتين من جديد
نظر في النقود ماسحاً دمعات مترقرقة في عيناه وهَمَّ بالرحيل، فلم أستطع إلا أن أرضي فضولي وأستوقفه
سألته عن عمره
عن بيته
عن أمه
عن لعبته أين أضاعها
عن حذائه الجديد
عن ملابس العيد

فقال : "هذه هي ملابس العيد" !

عمري ..لا أذكره
بيتي ..منذ ساعات لم أدخله
أمي..لديها غيري تطعمه
ولعبتي ...آاااه إنها  صديقي لعبته
وحذائي منذ زمن لم اشتره
وملابس العيد؟  هذه هي ملابس العيد!

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

بكـَ أذنبــت



              حاصرتني كتاباتُك
              كلماتُكَ المُلحدة
              حديثُك المُتثَقف 
             تسللتَ إلي أفكاري
            حاولتَ تأريقَ وسادتي
            حاربتُك
           صارعتُ للتغلب عليك
          فساعدني فيكَ النومُ المسكين
         لازلتَ تطاردُني لتقتحمَ حلُميّ الخالي من رغباتك
        وأخيراً..أنقذني ذاكـ الأذانُ الأخير..ينادي لصلاة أفضل من نوم
         يا للأسف حتى في صلاتي بكَ أذنبت
          لكنني صليت
          ودعيت أن أخلد من جديد لسريريّ الأعزل كثيراً منك
           المذنبُ أحياناً بك
             استفقتُ أُفتش
             أوراقي!
            أقلامي!
           أين ذهبتم؟
           ساعدوني..إنه يغويني..فماذا أفعل؟
            أأقطعُ شراييني؟
             أفارقُ الحياة فيفارقني شيطانك الأهوج!
        يتهمُني بالتطرف .. بل هو من يُعطه دروساً للعالمين
         ملحدٌ..غاضبٌ..ماقتٌ على يديّه
               على قدميّه
          على كله الذي لم يكتشفني من قبل
            أيّ ذنبٌ اقترفت حين منه اقتربت؟
        كيف لا و أنا أؤمن أن المصادفات ليست سوى قدر؟
             فحين كان هناك لم أره
               وحين رآني لم يدرك
           لكننا الآن في طيّشنا مُتحدان
                   مُلتصقان
           مُتشابهان كي نَختلف
        مُجتمعان كي نَفترق..فنَحترق
               نقتَاتُ رَغبةً
               نَزدادُ ذنباً
       وننتظرُ مغفرةَ لا تأتيّ أبداً
           نختبئُ في عَتمة الكلمات والسُطور
          واللونُ الأسودُ ها هنا يَخنُقنا فَنعشقُه
                   يدنو فندنو
                   يُساعدنا
              يزيدُ من خَطايانا
         ينبُش تُربةَ المَعصيةَ المتعفنة
             يخلدُ في محيّانا
      مُنتظراً وإيانا ذاتَ المَغفرة التي لا تأتي أبداً
              فهل تأتي..!! 

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

كم أود أن أعود...


                                     
 كم أود أن أعود 
طفلة بوجه ملائكي تزغرد ضحكاتها من هزة رأس والدتها
أو غمزة من جفنها
لا تعبأ بتقلبات الحياة
لا تشغل بالاً بأقدام العابرين من حولها
كم أود أن أعود
لعربتي الصغيرة التي لا تعثّرُ سيرها المطبات
ولا توقفها أبوابٌ مغلقة
كم أود أن أعود
لألعابي
                                               لسريري المسيّج بكل ما يساعدني على النوم
                                             لكأس الحليب الدافئ كل صباح
                                          كم أود أن أعود
                                     لحديقة البيت العتيق
                             لابتسامات أسقطتُها سهواً على الطريق
                          كم أود ان اعود
                          صغيرة
                          ساذجة
                           محبة
                           متفائلة
                            كم أود أن أعود
                                لا أعرف
                                  لاأدرك
                                     لا أفهم الناس
                                     كم أود أن اعود جنينٌ في بطن أمي ..
                                               ولن أعود..

الأحد، 23 أكتوبر 2011

جُنــــونُ عشــــق



إلي أين تسرقنا أيها العشق المجنون
تسافر بنا بين ثنايا الليل
نسترق الضحكات  والعبرات
تسرقنا اللحظات
وتقتلنا الآهات
نقترف ذنوبا تحيينا
نفترق عن حاضرنا
عن ماضينا
عن عيوب باتت تضنينا
حتى كاد الجنون يأوينا
يحمل سرّنا
يضحكنا ويبكينا
يخفي خطايانا
يزرع توبة فينا
لنعود الليلة من جديد
بين ثنايا الليل من جديد
نذنب من جديد
وننتظر مغفرة ورحمة من رب العبيد

السبت، 22 أكتوبر 2011

أحقيقة أنت..؟


أحقيــقةٌ أنـت...؟
أم سـرابٌ يختـرقُ هُدوئي..
يعكّــرُ صفـوَ ليلتــي ..
يقتحـمُ دقائـقي المتـوقفة عنــد تـلك الـتي افتـرقتُ بـها عنـكـ ..
 دقيــقةٌ كانـت... حمـلتُ بـها شفتـيكَ علـى وجنتـيَّ ورحــلت..

أُحاكـي لمـسة راحتـيكَ المُتـعبتـين..
همسـةٌ فـي أذنـيَّ دوَّت.. مجنونتي "أُحبــك" ..
أتـحبُّني كـنت..؟
أتركتــني؟
أحقـا فعــلت..!
ذهبــت..!
رحلـت..!
أم أنـّكـ مـن الـوّهم استــفقت..؟
بل حقـاً فــعلت..
فأنـت هناكـ الآن..
تُصـارعُ النـسيان..
تلتـهمك الأحـزان..
ويشـتعلُ بداخـلي بـُركان..
بـركانٌ خـامدٌ ثــائر..
تثيــرهُ لحــظاتُ الحنيـن..
ويـخمدهُ ذاكـ الصـمت..
الأنيـــن..
فيعــودُ مـن جـديـد..
ليثـورَ مـن جـديـد..
يـبكي..
يـعشق..
يـدنو..
يـقسو..
يـرحلُ مـن جـديـد..

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

موضوع تعبير عنوانه(( أنت))



نَفذت أحباري وصُمَّت كلماتي عندما فكرتُ مجردَ التفكير في التعبير عن مدى حُبه....
تذكرت كلمات أناس حَبَت لإبعاد قلبي عن قلبه..
كما جبال شامخة  بُسطت حين قررت عدم التخلي عنه..
وعُدتُ لمحاولات الكتابة التي مازالت تفشل أمام سحر عينيه...
عينيهُ التي سرقت فؤادي حين استرقتُ النظر إليه...
َوقررت أن تسكن بين جفوني عينيه...
وأن يخلدَ بقلبي قلبُه...
ومن ثمَ استرجعت كلماتي التي كتبتُ عنه...
فوجدتُ أنها تأبى حتى وَصفَه...
فهو يطغى على المعاني والكلمات مُحتكرها لنفسه...
ليبقى غامضاً في حُبه...
لا يملك أحد وصفَه..
أو حتى ذكر اسمَه..
فيبقى هو الحاكمُ على قلب عَشقَه..
وبقيَ مخلصاً في حُبه..
مخلداً لذكرى ظُلمه...

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

عَشــقتُ الجُنـــون


حياتي كورقة سقطت من شجرة تفاح في فصل خريف...
كانت الورقة سببا في حياة تلك الشجرة..
سقطت الورقة.. ماتت الشجرة
ذهبت لكي تبحث عن سبب جديد للحياة... عن الدفء
كان هناك فارس ذو ملامح سارقة...
بحثت في نظراته عن اهاتي.. عن جراحاتي.... عن سر أسرار حياتي
كأني أرغب احياء تلك الشجرة في عينيه البريئتين..
قلبي الان يخفق بقوة..
كلما مر في مخيلتي طيفه ، ، أشرقت عيناي وأغربت في بحر مظلم مضيء
امتزجت بداخلي مشاعر الرغبة بالخوف.. الامل بالقلق
أين أنا من هدوئه المثير؟
من حديثه الصامت؟
ان سقطت مقلتيه علي.. ارتبكت..
تلاشيت في أجزائي...
تناسيت الزمان..
تناسيت المكان..
عشقت الجنون..
مريضة أفكاري ظننت!
أم خلف مشارف الموت اختبأت؟!
هل سأقوى انتظاره؟
واني لطالما انتظرت!

الأحد، 16 أكتوبر 2011

أتعلمون من هو..؟



ليلة أقضيها في عبير ذكراه..
أقضيها مع حبيب افتقدت رؤياه...
مع حب سجن قلبي بين يداه...
السجن مظلم..والسجان أظلم
هو سجاني...بل هو قاتلي
أتعلمون....؟؟
.....هو فارسي....
هو حلم بعيد حلمت دوما بلقياه
هو قصر لطالما تمنيت سكناه
وكان لديّ عمر وفديته اياه
كل ما هو....
...أنه هو
........حياتي ومماتي
.......هو من قتلني وأحياني
.......هو  الامل...وهو الحبيب المنتـــــظر

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مجرد انسان (تجربة حياة)




تسحبها الأمواج خلفا، تغطيها ملوحة المياه فلا ترى غير نور منبعث من السماء الأولى، يشوبه نوع من الألم،هل هو حزين لأجلها أم مستاء منها؟
كل ما فعلته مناجاة الله بين البحر والقمر، وبعيد عن كل البشر ، تعلقت بقشة عساها أن ترفع بعضا من ظلم نفوس تكالبت عليها، فأردتها قتيلة الحقد غير المبرر.
هي نفسها لا تدرك أي ذنب اقترفت، هل ما قيل عن الحب والوفاء صدقت!، أم ذنبها عطاؤها،إخلاصها وحروب خاضتها مدافعة عن قضية بها آمنت!.
قضية عشق امتلكها،مشاعر صادقة ،شفافة ،نقية لوثتها نفوس بشرية لا تؤمن بذلك العاشق الراقد على سريره متشبعا ألم الفراق، محكوما بالعجز،ممنوعا عن الكلام.
يقولون مسحورة،محسودة، يقولون جار عليها الزمان ، لعنها المكان،خدعت من الأقربين، اغتيلت بصمت في ظلمة الكارهين، لكنها "مجرد إنسان"، إنسان لم يعنه المكان ولا الزمان ،إنسان وضع الحب في كفة والموت في أخرى.
مجرد إنسان آمن، صدق، عشق، وقال لا
لا للظلم
لا للكره
لا للألم
لا للفراق
وألف لا للعجز
للفشل
وفي النهاية فشل .
"مجرد إنسان" فشل في مجابهة حياة عاتية جبارة سحقت أحلامه  ونأت بها لآخر البحر، لحق بها ولم يستسلم، اجتمعت عليه حاولت منعه،استجدى القمر ،استجدى الغيوم،حتى الظلام أدار ظهره ورحل ، رحل ومعه ابتسامة الروح، فرحة القلب ،ونسي الحسرة والكسرة والندم.
بدا ذاك الصوت يعلو، تغضب منه الأمواج وتعلو، فيعلو أكثر وأكثر، حتى غدا مخيفا لسامعيه، محاولا  شق البحر وصولا إلى ما لا نهاية، سمعته السماء فكانت على عكس الأمواج هادئة، مترقبة، سوداء كئيبة، يتوسطها بريق القمر الحزين من جديد، منتظرين تلاشي الصوت ، صوت لازال صداه في خاطري يدوي، صوت يستصرخ ولازال يناجي وينادي "اللهم ارفع عني ظلم القلوب القاسية وأكتب لي السعادة، فأنا "مجرد إنسان".

أبي....



عامٌ مضى والأحزان لم تمضي
صدى الأنَّاتُ  فينا
يؤرقنا       
ويضنّينا
يزرع توبةً فينا
يجُبُّ البسمة ..يزيد اللوعة..ويبكينا
محياك الذي غاب..وما غاب..عاد الآن يدنينا
أبي..وأبي ..
أب الآهات..الأنات والعبرات
رحلتَ..وما رحلت ..وقد وهبتَ "أنفاسكَ تُحيينا"

الخميس، 13 أكتوبر 2011

بقلمي:شجرة"أم عامر" القصة والاسطورة



" العين تعشق كل جميل "

وهي ... بسحر الهي خلقت ، جميلة كانت فهكذا سميت ، تأسر القلوب وتعشق بساطتها العيون ، بدوية بعيون عسلية كحيلة ، تداعبها خصل شعر سوداء ، وكأنها قطعة من حرير مرصع بالماس حر .

لاستراق انتباهها يتصارع الشبان ، يتغامزون ، يلهثون ، يعشقون حتى الجنون، لكنها لا تعشق إلا " الجميل ".
والجميل في فؤادها ، في عينها ن في روحها، ابن عمها " جميل " كبرا ، ترعرعا ، شبا سويا ، على الحب سويا ، على الألم سويا ، وعلى التحدي كذلك سويا .

يواجها جبروت القبيلة والعمومة الغاضبة الماقتة على قصة عشق بريئة لوثها المتسامرون حقدا وغيرة ، فالجميع يتمنون :" آه لو كنا جميل "

وعلى رغم الجاهدين تفريق جمع العاشقين ، تقدم الجميل لخطبة ابنة عمه، حبيبته، ورفيقة السنين.
أما عمه المشبع بإلحاح الأقربين على رفض قصة عشق استمرت طوال سنين ، لكي لا يخسر أخاه المسكين، قرر أن يضع شرطا مضين ، ليتم زواج المحبين ، أن يذهب جميل لبلاد الهند والسند، يحضر ثوب زفاف يليق بعروس جمالها خالد.
وكفارس همام ، وكسادة الأقوام ، استعد واحكم الزمام ، فانطلق يعد الساعات والأيام:" متى ألقى أميرة الأحلام؟".

الجميع فرحون ، فهم بعودته لا يفكرون ، فمن قد يسلم من ذلك الذئب الملعون؟!
لكن الحيلة نفعت، نيته الحسنة كالعادة ظهرت ، وعلى الشر بالخير تغلبت ، فابتاع الثوب الأجمل في الهند، وهرول عائدا لحبه الزاهد ، فوجد مكان البيت لحد ، وبخط صغير مجعد، كتب عليه" هنا جميلة ترقد"
هنا الأحلام قد دفنت ، صدى الآهات، الأنات ، والعبرات ، هنا بقي جميل بين الثرى ، وفوق الثرى يحرس جثمان حب السنون ، من وحش آكلة اللحوم ، ما عاد في عينيه مكان للنوم.

وعلى عكس الأيام التي مضت، ليلة بالسواد تكحلت، سرا ما حملت، عابرة طريق عبرت، للعاشق اليائس أسرعت:" أنت؟  أتبكي عظام خاروف من لحمه القبيلة أكلت؟"

فحبيبتك يا ولدي لم تمت ، اقتادها " للناصرة " والد ماقت حينما كنت في بلاد الهند ، أسرع وبدل هذا اللحد بمهد مولودكم الجديد، هي الآن في انتظارك فإتها في ليلة العيد، ونادها من ذلك الجبل البعيد، تسمع صوتك فتهجر والدها حزينا كان ام سعيد، لتجددون البيعة من جديد، تحتفلون سوية كل عيد، لكن  الغاضبون عادوا يطاردون، يتربصون، يريدون سفك دم العاشق، والثمن" جميلة" زوجة قاتل فاسق.

فالضربة المرة ما خابت، قدم حبيبها أصابت، جميلة بزوجها للغار هربت، وبكل الطرق علاجه حاولت، لكن القدم بترت، وعشاء للديدان أمست ، حتى الاقتراب من زوجها منعت ، لكن ..عشقه وجنونها ما قاومت فما استطاعت إلا أن لبت، نداء الرغبة والألم قد لبت، فلم ترحم حاجتها الديدان، فمات المتيمان ملتصقان ، وعلى سمادهما نمت الأغصان، لتبقى حتى اليوم تخبرنا أسطورة عاشقان .


 وتعود بهمسة للتعليل ،" العين تعشق كل جميل ".