الخميس، 13 أكتوبر 2011

بقلمي:شجرة"أم عامر" القصة والاسطورة



" العين تعشق كل جميل "

وهي ... بسحر الهي خلقت ، جميلة كانت فهكذا سميت ، تأسر القلوب وتعشق بساطتها العيون ، بدوية بعيون عسلية كحيلة ، تداعبها خصل شعر سوداء ، وكأنها قطعة من حرير مرصع بالماس حر .

لاستراق انتباهها يتصارع الشبان ، يتغامزون ، يلهثون ، يعشقون حتى الجنون، لكنها لا تعشق إلا " الجميل ".
والجميل في فؤادها ، في عينها ن في روحها، ابن عمها " جميل " كبرا ، ترعرعا ، شبا سويا ، على الحب سويا ، على الألم سويا ، وعلى التحدي كذلك سويا .

يواجها جبروت القبيلة والعمومة الغاضبة الماقتة على قصة عشق بريئة لوثها المتسامرون حقدا وغيرة ، فالجميع يتمنون :" آه لو كنا جميل "

وعلى رغم الجاهدين تفريق جمع العاشقين ، تقدم الجميل لخطبة ابنة عمه، حبيبته، ورفيقة السنين.
أما عمه المشبع بإلحاح الأقربين على رفض قصة عشق استمرت طوال سنين ، لكي لا يخسر أخاه المسكين، قرر أن يضع شرطا مضين ، ليتم زواج المحبين ، أن يذهب جميل لبلاد الهند والسند، يحضر ثوب زفاف يليق بعروس جمالها خالد.
وكفارس همام ، وكسادة الأقوام ، استعد واحكم الزمام ، فانطلق يعد الساعات والأيام:" متى ألقى أميرة الأحلام؟".

الجميع فرحون ، فهم بعودته لا يفكرون ، فمن قد يسلم من ذلك الذئب الملعون؟!
لكن الحيلة نفعت، نيته الحسنة كالعادة ظهرت ، وعلى الشر بالخير تغلبت ، فابتاع الثوب الأجمل في الهند، وهرول عائدا لحبه الزاهد ، فوجد مكان البيت لحد ، وبخط صغير مجعد، كتب عليه" هنا جميلة ترقد"
هنا الأحلام قد دفنت ، صدى الآهات، الأنات ، والعبرات ، هنا بقي جميل بين الثرى ، وفوق الثرى يحرس جثمان حب السنون ، من وحش آكلة اللحوم ، ما عاد في عينيه مكان للنوم.

وعلى عكس الأيام التي مضت، ليلة بالسواد تكحلت، سرا ما حملت، عابرة طريق عبرت، للعاشق اليائس أسرعت:" أنت؟  أتبكي عظام خاروف من لحمه القبيلة أكلت؟"

فحبيبتك يا ولدي لم تمت ، اقتادها " للناصرة " والد ماقت حينما كنت في بلاد الهند ، أسرع وبدل هذا اللحد بمهد مولودكم الجديد، هي الآن في انتظارك فإتها في ليلة العيد، ونادها من ذلك الجبل البعيد، تسمع صوتك فتهجر والدها حزينا كان ام سعيد، لتجددون البيعة من جديد، تحتفلون سوية كل عيد، لكن  الغاضبون عادوا يطاردون، يتربصون، يريدون سفك دم العاشق، والثمن" جميلة" زوجة قاتل فاسق.

فالضربة المرة ما خابت، قدم حبيبها أصابت، جميلة بزوجها للغار هربت، وبكل الطرق علاجه حاولت، لكن القدم بترت، وعشاء للديدان أمست ، حتى الاقتراب من زوجها منعت ، لكن ..عشقه وجنونها ما قاومت فما استطاعت إلا أن لبت، نداء الرغبة والألم قد لبت، فلم ترحم حاجتها الديدان، فمات المتيمان ملتصقان ، وعلى سمادهما نمت الأغصان، لتبقى حتى اليوم تخبرنا أسطورة عاشقان .


 وتعود بهمسة للتعليل ،" العين تعشق كل جميل ".

5 التعليقات:

روعة يا شيما الاسلوب كتير حلو بتمنالك التقدم

جميل ما سطرتيه لنا يا شيماء ..
كل التقديرلقلمك :) ومبارك النويلوك الجديد للمدونة

رائعة جدا
بتمنالك مزيد من التقدم والنجاح والتوفيق

رائعة جدا
بتمنالك مزيد من التقدم والنجاح والتوفيق

إرسال تعليق