الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مجرد انسان (تجربة حياة)




تسحبها الأمواج خلفا، تغطيها ملوحة المياه فلا ترى غير نور منبعث من السماء الأولى، يشوبه نوع من الألم،هل هو حزين لأجلها أم مستاء منها؟
كل ما فعلته مناجاة الله بين البحر والقمر، وبعيد عن كل البشر ، تعلقت بقشة عساها أن ترفع بعضا من ظلم نفوس تكالبت عليها، فأردتها قتيلة الحقد غير المبرر.
هي نفسها لا تدرك أي ذنب اقترفت، هل ما قيل عن الحب والوفاء صدقت!، أم ذنبها عطاؤها،إخلاصها وحروب خاضتها مدافعة عن قضية بها آمنت!.
قضية عشق امتلكها،مشاعر صادقة ،شفافة ،نقية لوثتها نفوس بشرية لا تؤمن بذلك العاشق الراقد على سريره متشبعا ألم الفراق، محكوما بالعجز،ممنوعا عن الكلام.
يقولون مسحورة،محسودة، يقولون جار عليها الزمان ، لعنها المكان،خدعت من الأقربين، اغتيلت بصمت في ظلمة الكارهين، لكنها "مجرد إنسان"، إنسان لم يعنه المكان ولا الزمان ،إنسان وضع الحب في كفة والموت في أخرى.
مجرد إنسان آمن، صدق، عشق، وقال لا
لا للظلم
لا للكره
لا للألم
لا للفراق
وألف لا للعجز
للفشل
وفي النهاية فشل .
"مجرد إنسان" فشل في مجابهة حياة عاتية جبارة سحقت أحلامه  ونأت بها لآخر البحر، لحق بها ولم يستسلم، اجتمعت عليه حاولت منعه،استجدى القمر ،استجدى الغيوم،حتى الظلام أدار ظهره ورحل ، رحل ومعه ابتسامة الروح، فرحة القلب ،ونسي الحسرة والكسرة والندم.
بدا ذاك الصوت يعلو، تغضب منه الأمواج وتعلو، فيعلو أكثر وأكثر، حتى غدا مخيفا لسامعيه، محاولا  شق البحر وصولا إلى ما لا نهاية، سمعته السماء فكانت على عكس الأمواج هادئة، مترقبة، سوداء كئيبة، يتوسطها بريق القمر الحزين من جديد، منتظرين تلاشي الصوت ، صوت لازال صداه في خاطري يدوي، صوت يستصرخ ولازال يناجي وينادي "اللهم ارفع عني ظلم القلوب القاسية وأكتب لي السعادة، فأنا "مجرد إنسان".

1 التعليقات:

كلمات رائعة ومعزوفات أرووع

أستمري شيمااء

:)

إرسال تعليق